إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{فَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرۡسِلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (6)

{ فَلَنَسْألَنَّ الذين أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ } بيانٌ لعذابهم الأخرويِّ إثرَ بيانِ عذابِهم الدنيويِّ خلا أنه قد تعرض لبيان مبادي أحوالِ المكلفين جميعاً لكونه أدخلَ في التهويل ، والفاءُ لترتيب الأحوالِ الأخرويةِ على الدنيوية ذِكراً حسَبَ ترتبها عليها وجوداً ، أي لنسألن الأممَ قاطبةً قائلين : ماذا أجبتم المرسلين ؟ { وَلَنَسْأَلَنَّ المُرْسَلِين } عما أُجيبوا قال تعالى : { يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل فَيَقُول مَاذَا أُجِبْتُمْ } [ المائدة ، الآية 109 ] والمرادُ بالسؤال توبيخُ الكفرة وتقريعُهم ، والذي نُفيَ بقوله تعالى : { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون } [ القصص ، الآية 78 ] سؤالُ الاستعلامِ أو الأولُ في موقف الحساب والثاني في موقف العقاب .