{ وَكَم من قَرْيَةٍ أهلكناها } شروعٌ في إنذارهم بما جرى على الأمم الماضيةِ بسبب إعراضِهم عن اتباع دينِ الله تعالى وإصرارِهم على اتباع دينِ أوليائِهم ، وكم خبريةٌ للتكثير في موضع رفعٍ على الابتداء كما في قولك : زيد ضربته ، والخبرُ هو الجملةُ بعدها ، ومن قرية تمييزٌ ، والضميرُ في أهلكناها راجعٌ إلى معنى كم أي كثيرٌ من القرى أهلكناها أو في موضع نصب بأهلكناها كما في قوله تعالى : { إِنَّا كُلَّ شَيء خلقناه بِقَدَرٍ } [ القمر ، الآية 49 ] والمرادُ بإهلاكها إرادةُ إهلاكِها كما في قوله تعالى : { إذا قمتم إلى الصلاة } [ المائدة ، الآية 6 ] أي أردنا إهلاكَها { فَجَاءهَا } أي فجاء أهلَها { بَأْسُنَا } أي عذابُنا { بَيَاتًا } مصدر بمعنى الفاعل واقعٌ موقعَ الحال أي بائتين كقوم لوطٍ { أَوْ هُمْ قَائِلُونَ } عطفٌ عليه أي وقائلين من القيلولة نصفَ النهار كقوم شعيب ، وإنما حُذفت الواو من الحال المعطوفةِ على أختها استثقالاً لاجتماع العاطفَين فإن واو الحال حرفُ عطفٍ قد استعيرت للوصل لا اكتفاءً بالضمير كما في جاءني زيد هو فارس فإنه غيرُ فصيح ، وتخصيصُ الحالتين بالعذاب لما أن نزولَ المكروهِ عند الغفلة والدعَةِ أفظعُ وحكايتَه للسامعين أزجرُ وأردَعُ عن الاغترار بأسباب الأمن والراحةِ ، ووصفُ الكلِّ بوصفي البياتِ والقيلولة مع أن بعضَ المُهلَكين بمعزل منهما لاسيما القيلولةِ للإيذان بكمال غفلتِهم وأمنِهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.