التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{فَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرۡسِلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (6)

قوله تعالى : ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ) لم يبين هنا الشيء المسئول عنه المرسلون ، ولا الشيء المسئول عنه الذين أرسل إليهم . وبين في مواضع أخر أنه يسأل المرسلين عما أجابتهم به أممهم ، ويسأل الأمم عما أجابوا به رسلهم .

قال في الأول : ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم ) .

وقال في الثاني : ( ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين ) .

وبين في موضع آخر أنه يسأل جميع الخلق عما كانوا يعملون ، وهو قوله تعالى ( فوربك لنسألهم أجمعين عما كانوا يعملون ) . أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : ( فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين ) قال : يسأل الله الناس عما أجابوا المرسلين ، ويسأل المرسلين عما بلغوا . قال أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد عن بهز قال : أخبري أبي عن جدي قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث إلى قوله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن ربي داعي ، وإنه سائلي

هل بلغت عبادي ؟ وأنا قائل له : رب قد بلغتهم ، ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب ، ثم إنكم مدعوون ومقدمة أفواهكم بالفدام . . . .

( المسند 5/4 ) ، وأخرجه عبد الرزاق في ( مصنفه 11/130 ) ، والطبراني في ( الكبير 19/407 ) ، وابن عبد البر في ( الاستيعاب 1/323 ) - هامش الإصابة - من طرق عن بهز به وصححه ابن عبد البر . وأصله في ( سنن النسائي5/4-5 ) ، وحسنه الألباني في ( صحيح النسائي 2/511و542 ) .

انظر حديث البخاري عن عبد الله بن عمر الآتي عند الآية ( 6 ) من سورة التحريم .