الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلَّذِينَ أُرۡسِلَ إِلَيۡهِمۡ وَلَنَسۡـَٔلَنَّ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (6)

قوله : { {[22955]}فلنسألن الذين أرسل إليهم }[ 6 ] الآية .

المعنى : فلنسألن الأمم الذين أرسلت إليهم رسلي : ماذا عملت فيم بلغتها الرسل من أمري ونهيي ؟ [ { ولنسألن المرسلين }[ 6 ] أي ] {[22956]} : ولنسألن الرسل : هل بلغت {[22957]} وأدت ما أرسلت به {[22958]} .

فسؤال الأمم سؤال توبيخ وتقرير {[22959]} ، وهو عالم بما عملت ، ( وسؤال الرسل {[22960]} ) سؤال تحقيق على الأمم ؛ لأن الأمم قالت : { ما جاءنا من بشير ولا نذير {[22961]} فأخبرت الرسل {[22962]} عند السؤال أنها قد بلغت ، وأن الأمم التي أنكرت كاذبة في قولها {[22963]} .

فسؤال الرسل ، إنما هو على وجه الاستشهاد على الأمم . وسؤال [ الأمم {[22964]} ] المرسل إليهم على وجه التقرير {[22965]} بما عملوا ، لا أنه تعالى يسأل مسترشدا مستثبتا ؛ لأن هذا {[22966]} صفة من لا علم عنده ، بل هو لا إله إلا الله ، عالم بتبليغ الرسل ، وبما أجابتهم به الأمم {[22967]} .

وهذا يدل على أن الكفار يحاسبون {[22968]} ويسألون .


[22955]:اللام موطئة لقسم محذوف، والتقدير: والله لنسألن. حاشية الصاوي على الجلالين 2/56.
[22956]:ما بين الهلالين، ساقط من: ح.
[22957]:في الأصل: بلغته، وأثبت ما في ج.
[22958]:جامع البيان 12/305،306، بتصرف. وتنظر فيه الآثار التي تعضد هذا التفسير.
[22959]:في الأصل: وتقرين، وهو تحريف.
[22960]:ما بين الهلالين، ساقط من ج.
[22961]:المائدة: 21. تمامها: {فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير}.
[22962]:في الأصل: كررت "أل" التعريف، والراء.
[22963]:جامع البيان 12/307، بتصرف.
[22964]:من ج.
[22965]:في ج: على وجه التقريع والتوبيخ.
[22966]:في الأصل: هذه، وأثبت ما في ج.
[22967]:جامع البيان 12/307، 308، بتصرف. وانظر: تفسير الخازن 2/72، 73، وأضواء البيان 2/218، 219.
[22968]:إعراب القرآن للنحاس 2/115، وتفسير القرطبي7/106.