إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{إِنَّآ أَعۡتَدۡنَا لِلۡكَٰفِرِينَ سَلَٰسِلَاْ وَأَغۡلَٰلٗا وَسَعِيرًا} (4)

{ إِنَّا أَعْتَدْنَا للكافرين } من أفراد الإنسان الذي هديناهُ السبيلَ { سلاسلا } بهَا يُقادُون { وأغلالا } بها يُقيَّدونَ { وَسَعِيراً } بهَا يُحرقُون ، وتقديمُ وعيدِهم معَ تأخرهم للجمع بينهُمَا في الذكر كما في قولِه تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الذين اسودت وُجُوهُهُمْ } [ سورة آل عمران ، الآية 106 ] الآيةَ ، ولأنَّ الإنذارَ أهمُّ وأنفعُ وتصديرُ الكلامِ وختمُه بذكرِ المؤمنينَ أحسنُ على أنَّ في وصفِهم تفصيلاً ربَّما يُخلُّ تقديمُه بتجاوب أطراف النظمِ الكريمِ . وقُرِئَ سلاسلاً للتناسب .