الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنۡهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعۡدَ أُمَّةٍ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِيلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ} (45)

{ وَقَالَ الَّذِي نَجَا } من القتل ، منهما : من الفتيين وهو الساقي ، { وَادَّكَرَ } : أي وتذكر حاجة يوسف قوله : { اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ } ، { بَعْدَ أُمَّةٍ } : بعد حين ، قراء ابن عباس وعكرمة والضحّاك [ بعد أَمَة ] أي بعد نسيان ويُقال أَمَة ، يأمَهُ ، أمَهاً ، إذا نسي ، ورجل [ ماهو ] أي ذاهب العقل .

وأنشد أبو عبيدة :

أمِهتُ وكنت لا أنسى حديثاً *** كذاك الدّهر يودي بالعقول

وقرأ مجاهد : أمْه ، بسكون الميم وفتح الألف وهاء لخالصة ، وهو مثل الأمه أيضاً وهما لغتان ومعناهما النسيان ، { أَنَاْ أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ } : أخبركم بتفسيره وما ترون { فَأَرْسِلُونِ } : فأطلقوني ، وأذنوا لي أمضي وأتكم بتأويله وفي الآية أختصار تقديرها فأرسلون ، فأتي السجن ، قال ابن عباس لم يكن السجن في المدينة.