الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (53)

{ وَمَآ أُبَرِّىءُ نَفْسِي } من الخطأ والزلل فاركبها ، { إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } بالمعصية { إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي } يعني إلاّ من رحمه ربي فعصم ، و { مَآ } بمعنى مَن كقوله تعالى : { فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُمْ مِّنَ النِّسَآءِ } [ النساء : 3 ]أي مَن طاب ، وقوله إلاّ استثناء منقطع عمّا قبله كقوله تعالى : { وَلاَ هُمْ يُنقَذُونَ * إِلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا } [ يس : 43-44 ]يعني إلاّ أن يُرحموا ، فإنّ إذا كانت في معنى المصدر تضارع ما ، { إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } .