{ ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ عَامٌ } وهذا خبر من يوسف ( عليه السلام ) عمّا لم يكن في رؤيا الملك ، ولكنّه من علم الغيب الذي آتاه الله عزَّ وجلَّ ، كما قال قتادة : زاده الله علم سنة لم يسألوه عنها ، فقال : { ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ } أي يمطرون بالغيث وهو المطر ، وقيل : يُغاثون ، من قول العرب استغثتُ بفلان وأغاثني ، { وَفِيهِ يَعْصِرُونَ } قرأ أهل الكوفة إلاّ عاصماً تعصرون ، بالتاء لأنّ الكلام كلّه بالخطاب ، وقرأ الباقون بالياء ردّاً إلى الناس ، قال أكثر المفسّرين يعصرون العنب خمراً ، الزيتون زيتاً ، والسمسم دُهناً ، وإنّما أراد بعض الأعناب والثمار والحبوب كثرة النعم والخير ، وروى الفرج بن فضالة عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : تعصرون تحلبون ، وقال أبو عبيدة : ينجون من الجدب والكرب ، والعصر : المنجى والملجأ ، وقال أبو زبيد الطائي :
صادياً يستغيثُ غير مُغاث *** ولقد كان عصرة المنجود
وأخبرني أبو عبدالله بن فنجويه الدينوري ، أبو علي بن حبش المقرئ ، أبو القاسم بن الفضل المقرئ ، حدّثني أبو زرعة ، حدّثني حفص بن عمر ، حدّثني أبو جميلة عن عيسى بن عُبيد قال : سمعتُ عيسى بن الأعرج يقرأها فيهِ يُغاثُ الناسُ وفيهِ يُعْصِرُون ، برفع الياء قال : قلت : ما يُعصرون ؟ قال : المطر أي تمطرون وقرأ
{ وَأَنزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَآءً ثَجَّاجاً } [ النبأ : 14 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.