فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ ٱلَّذِي نَجَا مِنۡهُمَا وَٱدَّكَرَ بَعۡدَ أُمَّةٍ أَنَا۠ أُنَبِّئُكُم بِتَأۡوِيلِهِۦ فَأَرۡسِلُونِ} (45)

{ وقال الذي نجا منهما } أي من الغلامين وهو الساقي الذي قال له يوسف عليه السلام : اذكروني عند ربك { وادكر } بالدال المهملة على قراءة الجمهور وهي الفصيحة وقرئ بالمعجمة أي تذكر الساقي يوسف عليه السلام وما شاهده منه من العلم بتعبير الرؤيا { بعد أمة } مدة طويلة وحين بعيد ومنه على أمة معدودة إلى وقت قال ابن درستويه : والأمة لا تكون على الحين إلا على حذف مضاف وإقامة المضاف إليه مقامه ، كأنه قال : والله أعلم وادكر بعد حين أمة أو بعد زمن أمة .

قيل وسمى الحين من الزمان أمة لأنه جماعة أيام ، والأمة الجماعة الكثيرة من الناس . قال الأخفش : هو في اللفظ واحد وفي المعنى جمع ، وكل جنس من الحيوان أمة ، وقرئ بعد أمة أي بعد نسيان وإمة بكسر الهمزة أي بعد نعمة وهي نعمة النجاة . وعن الحسن : بعد أمة من الناس . وقال ابن عباس : بعد سبع سنين وقيل سنتين .

{ أنا أنبئكم بتأويله } أي أخبركم به بسؤالي عنه من له علم بتأويله وهو يوسف عليه السلام أو أدلكم أو أخبركم بمن عنده تأويله { فأرسلون } خاطب الملك بلفظ الجمع للتعظيم أو خاطبه ومن كان معه من الملأ طلب منهم أن يرسلوه إلى يوسف عليه السلام ليقص عليه رؤيا الملك حتى يخبره بتأويلها فيعود بذلك إلى الملك أو إلى السجن .