الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ ٱلۡأٓخِرَةِ لِيَسُـُٔواْ وُجُوهَكُمۡ وَلِيَدۡخُلُواْ ٱلۡمَسۡجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوۡاْ تَتۡبِيرًا} (7)

{ إِنْ أَحْسَنْتُمْ } يابني إسرائيل { أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ } لها ثواباً ونفعها { وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } أي فعليها كقوله

{ فَسَلاَمٌ لَّكَ } [ الواقعة : 91 ] أي عليك .

وقال محمّد بن جرير : قالها كما قال

{ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا } [ الزلزلة : 5 ] أي إليها ، وقيل : فلها الجزاء والعقاب .

وقال الحسين بن الفضل : يعني فلها رب يغفر الإساءة .

{ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخِرَةِ } أي المرة الآخرة من إفسادكم وذلك على قصدهم قتل عيسى ( عليه السلام ) يحيى حين رُفع ، وقتلهم يحيى بن زكريا ( عليه السلام ) فسلط الله عليهم الفُرس والروم [ .

. . . . . . . . . . . . . ] قتلوهم وسبوهم ونفوهم عن بلادهم وأخذوا بلادهم وأموالهم فذلك قوله { لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ } أي ليحزن ، واختلف القراء فيه ، فقرأ الكسائي : لنسؤ بالنون وفتح الهمزة على التعظيم اعتباراً ، وقضينا وبعثنا ورددنا وأمددنا وجعلنا .

وروى ذلك عن علي ( رضي الله عنه ) : وتصديق هذه القراءة قرأ أُبي بن كعب : لنسؤنّ وجوهكم بالنون وحرف التأكيد .

وقرأ أهل الكوفة : بالياء على التوحيد ، ولها وجهان : أحدهما ليسؤ الله وجوهكم ، والثاني ليسؤ [ العدو ] وجوهكم .

وقرأ الباقون : ليسؤ وجوهكم بالياء وضم الهمزة على الجمع ، بمعنى ليسؤ العباد أولي بأس شديد وجوهكم { وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ } يعني بيت المقدس ونواحيه { كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ } وليهلكوا أو ليدمروا { مَا عَلَوْاْ } غلبوا عليه [ تدميرا ] { تَتْبِيراً }