{ إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ اليَوْمَ فِي شُغُلٍ } ، قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وشيبة بجزم الغين ، واختاره أبو حاتم ، وقرأ الآخرون : بضم الغين ، واختاره أبو عبيد ، وهما لغتان مثل السُّحْت والسُّحُت ونحوهما .
واختلف المفسرون في معنى الشغل . فأخبرنا محمد بن حمدون قال : أخبرنا مكي بن عبدان قال : حدّثنا أبو الأزهر قال : حدّثنا أسباط بن محمد عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله تعالى : { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ اليَوْمَ فِي شُغُلٍ } قال : افتضاض الأبكار .
وأخبرني فنجويه قال : حدّثنا عبد الله بن يوسف قال : حدّثنا أحمد بن الوليد الشطوي قال : حدّثنا محمد بن موسى قال : حدّثنا معلى بن عبد الرَّحْمن قال : حدّثنا شريك عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنّ أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً " .
وقال الكلبي والثمالي والمسيب : يعني في شُغل عن أهل النار وعما هم فيه ، لا يهمهم أمرهم ولا يذكرونهم ، وقال وكيع بن الجراح : يعني في السماع ، سئل يحيى بن معاذ : أي الأصوات أحسن ؟ قال : مزامير أُنس في مقاصير قدس بألحان تجميل في رياض تمجيد في مقعد صدق عند مليك مقتدر .
وقال ابن كيسان : يعني في زيارة بعضهم بعضاً ، وقيل : في ضيافة الله وقيل : في شغلهم بعشرة أشياء : ملك لا عزل معه ، وشباب لا هرم معه ، وصحة لا سقم معها ، وعزّ لا ذل معه ، وراحة لا شدة معها ، ونعمة لا محنة معها ، وبقاء لا فناء معه ، وحياة لا موت معها ، ورضا لا سخط معه ، وأُنس لا وحشة معه .
وقيل : شغلهم في الجنة بسبعة أنواع من الثواب لسبعة أعضاء : فأما ثواب الرِجل فقوله
{ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينََ } [ الحجر : 46 ] ، وثواب اليد قوله :
{ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً } [ الطور : 23 ] ، وثواب الفرج قوله :
{ وَحُورٌ عِينٌ } [ الواقعة : 22 ] ، وثواب البطن قوله :
{ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً } [ الطور : 19 ] الآية ، وثواب اللسان قوله :
{ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ يونس : 10 ] وثواب الأُذن قوله :
{ لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } [ الواقعة : 25 - 26 ] ، وثواب العين قوله :
{ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ } [ الزخرف : 71 ] .
قال طاووس : لو علم أهل الجنة عمّن شغلوا ما هنّأهم ما اشتغلوا به ، وسئل بعض الحكماء عن قوله ( عليه السلام ) : " أكثر أهل الجنة البله " قال : لأنهم في شغل بالنعيم عن المنعم ، ثم قال : من رضي بالجنة عن الله فهو أبله .
{ فَاكِهُونَ } قرأ العامة : بالألف ، وقرأ أبو جعفر ( فكهون وفكهين )بغير ألف حيث كانا ، وهما لغتان : كالحاذر والحذر والفارهِ والفرهِ ، وقال الكسائي : الفاكه والفاكهة مثل شاحم ولاحم ولابن وتامر ، واختلف العلماء في معناهما ، فقال ابن عباس : فرحون . مجاهد والضحاك : معجبون . السدي : ناعمون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.