الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَمَا عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُۥٓۚ إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ وَقُرۡءَانٞ مُّبِينٞ} (69)

{ وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } لأنه يُورث الشبهة .

أخبرني ابن فنجوية قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق قال : حدّثنا حامد بن شعيب عن شريح بن يونس قال : حدّثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي عيينة عن أبيه عن الحكم قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بقول العباس بن مرداس : " أتجعل نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة " . قالوا : يا رسول الله إنما قال : بين عيينة والأقرع . فأعادها وقال : " بين الأقرع وعيينة " . فقام إليه أبو بكر رضي الله عنه فقبل رأسه وقال : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } .

وأخبرنا الحسين بن محمد الحديثي قال : حدّثنا أحمد بن جعفر بن حمدان قال : حدّثنا يوسف بن عبد الله بن هامان قال : حدّثنا موسى بن إسماعيل قال : حدّثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يتمثل بهذا البيت : " كفى بالإسلام والشيب للمرء ناهياً " .

فقال أبو بكر : يا نبي الله ، إنما قال الشاعر :

كفى الشيب والإسلام للمرء ناهياً

فقال أبو بكر أو عمر : أشهد أنك رسول الله ، يقول الله عز وجل : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ } .

أخبرني الحسين قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن إسحاق المسيبي قال : حدّثنا حامد بن شعيب قال : حدّثنا شريح بن يونس قال : حدّثنا أبو سفيان عن معمر عن قتادة : { وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ } قال : بلغني أنّ عائشة سُئلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمثل بشيء من الشعر ؟ فقالت : كان الشعر أبغض الحديث إليه ، قالت : ولم يتمثل بشيء من الشعر إلاّ ببيت أخي بني قيس طرفة :

ستبدي لك الأيام ما كنتَ جاهلاً *** ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

فجعل يقول : «من لم تزود بالأخبار » ، فقال أبو بكر : ليس هكذا يا رسول الله . فقال( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إني لستُ بشاعر ، وما ينبغي لي " .

{ إِنْ هُوَ } يعني القرآن { إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ }