لما ذكر الله سبحانه حال الكافرين أتبعه بحكاية حال عباده الصالحين ، وجعله من جملة ما يقال للكفار يومئذٍ زيادة لحسرتهم ، وتكميلاً لجزعهم ، وتتميماً لما نزل بهم من البلاء ، وما شاهدوه من الشقاء ، فإذا رأوا ما أعدّه الله لهم من أنواع العذاب ، وما أعدّه لأوليائه من أنواع النعيم ، بلغ ذلك من قلوبهم مبلغاً عظيماً ، وزاد في ضيق صدورهم زيادة لا يقادر قدرها . والمعنى : { إِنَّ أصحاب الجنة } في ذلك { اليوم في شُغُلٍ } بما هم فيه من اللذات ، التي هي ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، عن الاهتمام بأمر الكفار ، ومصيرهم إلى النار ، وإن كانوا من قراباتهم . والأولى عدم تخصيص الشغل بشيء معين . وقال قتادة ، ومجاهد : شغلهم ذلك اليوم بافتضاض العذارى . وقال وكيع : شغلهم بالسماع . وقال ابن كيسان : بزيارة بعضهم بعضاً ، وقيل : شغلهم كونهم ذلك اليوم في ضيافة الله . قرأ الكوفيون وابن عامر : { شغل } بضمتين . وقرأ الباقون بضم الشين ، وسكون الغين : وهما لغتان كما قال الفراء . وقرأ مجاهد ، وأبو السماك بفتحتين . وقرأ النحوي ، وابن هبيرة بفتح الشين ، وسكون الغين . وقرأ الجمهور { فاكهون } بالرفع على أنه خبر إنّ ، و{ في شغل } متعلق به ، أو في محل نصب على الحال ، ويجوز أن يكون في محل رفع على أنه خبر إنّ ، و{ فاكهون } خبر ثانٍ . وقرأ الأعمش ، وطلحة بن مصرف " فاكهين " بالنصب على أنه حال ، و { في شغل } هو : الخبر . وقرأ الحسن ، وأبو جعفر ، وأبو حيوة ، وأبو رجاء ، وشيبة ، وقتادة ، ومجاهد " فكهون " قال الفراء : هما لغتان كالفاره ، والفره ، والحاذر ، والحذر . وقال الكسائي ، وأبو عبيدة الفاكه : ذو الفاكهة مثل تامر ولابن ، والفكه : المتفكه ، والمتنعم . وقال قتادة : الفكهون : المعجبون . وقال أبو زيد : يقال رجل فكه : إذا كان طيب النفس ضحوكاً . وقال مجاهد والضحاك كما قال قتادة . وقال السدّي كما قال الكسائي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.