مكّية ، وهي ألف وأربعمائة وأربع وتسعون حرفاً ، وثلاثمائة وسبع وخمسون كلمة ، وخمسة وأربعون آية
أخبرنا أبو الحسين محمد بن القاسم بن أحمد الماوردي ، قال : أخبرنا أبو الحسين محمد ابن محمد بن سادة الكرابيسي ، قال : حدّثنا أحمد بن محمد بن الحسين ، قال : حدّثنا محمد بن يحيى ، قال : حدّثنا مسلم بن قتيبة ، عن سعيد ، عن عاصم بن بهدلة ، عن زر بن حش ، عن أُبي بن كعب ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( من قرأ سورة ق ، هوّن الله عليه تارات الموت ، وسكراته ) .
{ ق } قال ابن عبّاس : هو اسم من أسماء الله سبحانه ، أقسم به . قتادة : اسم من أسماء القرآن ، القرظي : إفتتاح أسماء الله ، قدير ، وقادر ، وقاهر ، وقاضي ، وقابض . الشعبي : فاتحة السُّورة . بُريد ، وعكرمة ، والضحّاك : هو جبل محيط بالأرض من زمردة خضراء ، خضرة السماء منه ، وعليه كتفا السماء ، وما أصاب الناس من زمرد ، فهو ما يسقط من الجبل ، وهي رواية أبي الحوراء ، عن ابن عبّاس . قال وهب بن منبه : إنّ ذا القرنين أتى على جبل قاف ، فرأى حوله جبالاً صغاراً ، فقال له : ما أنت ؟ قال : أنا قاف ، قال : وما هذه الجبال حولك ؟ قال : هي عروقي ، وليست مدينة من المدائن إلاّ وفيها عرق منها ، فإذا أراد الله أن يزلزل تلك الأرض أمرني ، فحرّكت عرقي ذلك ، فتزلزلت تلك الأرض ، فقال له : يا قاف ، فأخبرني بشيء من عظمة الله ، قال : إنّ شأن ربّنا لعظيم ، تقصر عنه الصفات ، وتنقضي دونه الأوهام .
قال : فأخبرني بأدنى ما يوصف منها . قال : إنّ ورائي لأرضاً مسيرة خمسمائة عام في عرض خمسمائة عام من جبال ثلج يحطم بعضه بعضاً ، لولا ذاك الثلج لاحترقت من حرّ جهنّم . قال : زدني ، قال : إنّ جبريل عليه السلام واقف بين يدي الله سبحانه ترعد فرائصه ، يخلق الله من كلّ رعدة مائة ألف ملك ، وأُولئك الملائكة صفوف بين يدي الله سبحانه ، منكّسو رؤوسهم ، فإذا أذن الله لهم في الكلام ، قالوا : لا إله إلاّ الله ، وهو قوله :
{ يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً } [ النبأ : 38 ] يعني لا إله إلاّ الله .
وقال الفرّاء : وسمعت من يقول : ( ق ) : قضي ما هو كائن ، وقال أبو بكر الورّاق : معناه قف عند أمرنا ، ونهينا ، ولا تعدهما . وقيل : معناه قل يا محمّد .
أحمد بن عاصم الأنطاكي ، هو قرب الله سبحانه من عباده ، بيانه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } [ ق : 16 ] وقال ابن عطاء : أقسم بقوّة قلب حبيبه محمّد صلى الله عليه وسلم حيث حمل الخطاب ، ولم يؤثر ذلك فيه لعلوّ حاله . { وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } الشريف ، الكريم على الله الكبير ، الخبير .
واختلف العلماء في جواب هذا القسم ، فقال أهل الكوفة : { بَلْ عَجِبُواْ } ، وقال الأخفش : جوابه محذوف مجازه { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ } لتبعثن ، وقال ابن كيسان : جوابه قوله : { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ } الآية ، وقيل : قد علمنا ، وجوابات القسم سبعة : { إِنَّ } الشديدة ، كقوله :
{ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ } [ الفجر : 14 ] و ( ما ) النفي كقوله :
{ وَالضُّحَى . . . مَا وَدَّعَكَ } [ الضحى : 1-3 ] و ( اللام ) المفتوحة ، كقوله :
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ الحجر : 92 ] و ( إنْ ) الخفيفة كقوله سبحانه :
{ تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي } [ الشعراء : 97 ] ، و ( لا ) كقوله :
{ وَأَقْسَمُواْ بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } [ الأنعام : 109 ] ، لا يبعث الله من يموت ، وقد كقوله :
{ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا . . قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا } [ الشمس : 91 ] وبل كقوله : { ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.