الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ} (16)

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } يحدّثه قلبه ، فلا يخفى علينا أسراره ، وضمائره { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ } أي أعلم به ، وأقدر عليه { مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } لأنّ أبعاضه ، وأجزاءه يحجب بعضها بعضاً ، ولا يحجب علم الله سبحانه عن جميع ذلك شيء ، وحبل الوريد : عرق العنق ، وهو عرق بين الحلقوم ، والعلباوين ، وجمعه أوردة ، والحبل من الوريد وأُضيف إلى نفسه لاختلاف اللفظين ، قال الشاعر :

فقرت للفجار فجاء سعياً *** إذا ما جاش وانتفخ الوريد