الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ} (49)

{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ } بالنصب قراءة العامة ، وقرأ أبو السماك العدوي بالرفع { خَلَقْنَاهُ بِقَدَر } قال الحسن : قدر الله لكل شيء من خلقه قدره الذي ينبغي له ، وقال الربيع : هو كقوله :

{ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً } [ الطلاق : 3 ] أي أجلا لا يتقدم ولا يتأخر ، وقال ابن عباس : إنّا كل شيء جعلنا له شكلا يوافقه ويصلح له ، فالمرأة للرجل ، والأتان للحمار ، والرمكة للفرس ، وثياب الرجال للرجال لا تصلح للنساء ، وثياب النساء لا تصلح للرجال وكذلك ما شاكلها على هذا .

وروى علي بن أبي طلحة عنه قال : خلق الله سبحانه الخلق كلّهم بقدر ، وخلق لهم الخير والشر فخير الخير السعادة ، وشر الشر الشقاوة .