الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{ٱلۡحَآقَّةُ} (1)

مقدمة السورة:

مكّية : وهي ألف وأربعة وثمانون حرفاً ، وست وخمسون كلمة ، واثنان وخمسون آية

أخبرنا كامل بن أحمد ، وأخبرنا محمد بن مسلم ، قال : حدّثنا إبراهيم بن شريك ، قال : حدّثنا أحمد بن يونس ، قال : حدّثنا هارون بن كثير ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه عن أبي أمامة عن أُبي بن كعب ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( مَنْ قرأ سورة الحاقة حاسبه الله حساباً يسيراً ) .

وأخبرنا أبو الحسين الخبازي ، قال : حدّثنا أبو الشيخ الحافظ ، قال : حدّثنا الحسن بن محمد ، قال : حدّثنا أبو زرعة ، قال : حدّثنا عمرو بن عثمان ، قال : حدّثنا محمد بن حميد عن فضالة بن شريك عن أبي الزاهرية ، قال : سمعته يقول : من قرأ إحدى عشرة آية من سورة الحاقة أجير من فتنة الدجال ، ومن قرأها كان له نوراً من فوق رأسه إلى قدمه .

{ الْحَاقَّةُ * مَا الْحَآقَّةُ } أي القيامة ، وسمّيت حاقّة لأنها حقّت فلا كاذبة لها . ولأن فيها حواق الأمور وحقائقها . ولأنّ فيها يحق الجزاء على الأعمال أي يجب ، فيقال : حق عليه الشيء إذا وجب بحق حقوقاً ، قال الله سبحانه :

{ وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ } [ الزمر : 71 ] وقال الكسائي والمؤرج : الحاقة : يوم الحق ، يقول العرب : لما عرفت الحق مني .

والحاقة والحقّة هي ثلاث لغات بمعنى واحد ، والحاقّة الأولى رفع بالابتداء وخبره فيما بعده ، وقيل : الحاقّة الأولى مرفوعة بالثانية ؛ لأنّ الثانية بمنزلة الكتابة عنها كأنه عجب منها وقال : الحاقة ما هي ؟ كما تقول : زيد ما زيد ، والحاقّة الثانية مرفوعة بما ، وما بمعنى أي شيء ، وهو رفع بالحاقة الثانية ، ومثله

{ الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ } [ القارعة : 1-2 ] ،

{ وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ الْيَمِينِ } [ الواقعة : 27 ] ، ونحوهما .