الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلۡحَآقَّةُ} (1)

مقدمة السورة:

بسم الله الرحمن الرحيم

سورة الحاقة مكية

قوله تعالى : ( الحاقة {[69893]}ما الحاقة ) إلى قوله : ( في الجارية ) {[69894]} [ الآيات : 1-10 ] .

كان الأصل : الحاقة ، ما هي ؟ لتقدم ذكرها ، إلا أن إعادة الاسم بلفظه أفخم إذا لم يشكل المعنى .

و " الحاقة " ابتداء {[69895]} ، و " ما " ابتداء {[69896]} ثان ، و " الحاقة " : خبر " ما " ، و " ما " وخبرها خبر عن " الحاقة " الأولى {[69897]} ، ومثله {[69898]} : ( القارعة ما القارعة ) {[69899]} . ومعنى الكلام أنه على التعظيم ، والتقدير : الساعة الحاقة : أي شيء هي {[69900]} ! ، أي : ما أعظمها وأجلها وأشدها .

ومعنى الحاقة : التي تحق فيها الأمور ويجب فيها الجزاء على الأعمال {[69901]} .

قال ابن عباس : " الحاقة اسم من أسماء القيامة ، عظمه الله وحذره عباده " {[69902]} .

وقال قتادة : الحاقة : القيامة حقت لكل عامل ما عمله {[69903]} .


[69893]:- بالإجماع, انظر: تفسير الماوردي 4/290, والمحرر 16/92, وتفسير القرطبي 18/256, والبحر 8/318, والبرهان 1/193, وتفسير الألوسي 29/48.
[69894]:-أ: حملنكم في الجارية.
[69895]:-أ: مبتدء.
[69896]:- أ: مبتدء.
[69897]:-أ: الأول.
[69898]:-أ: ومثل.
[69899]:-انظر جامع البيان 29/43, ومعاني الزجاج5/213, وإعراب النحاس 5/19, وتفسير القرطبي 18/257.
[69900]:- إعراب النحاس 5/19.
[69901]:-انظر جامع البيان 29/47.
[69902]:-انظر المصدر السابق29/47.
[69903]:- انظر جامع البيان 29/47. وفيه:" أحقت", بدل" حقت".