البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱلۡحَآقَّةُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الحاقة

ذكر حديث القيامة وما أعد الله تعالى لأهل السعادة وأهل الشقاوة ، وأدرج بينهما شيئاً من أحوال الذين كذبوا الرسل ، كعاد وثمود وفرعون ، ليزدجر بذكرهم وما جرى عليهم الكفار الذين عاصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكانت العرب عالمة بهلاك عاد وثمود وفرعون ، فقص عليهم ذلك .

{ الحاقة } : المراد بها القيامة والبعث ، قاله ابن عباس وغيره ، لأنها حقت لكل عامل عمله .

وقال ابن عباس وغيره : لأنها تبدي حقائق الأشياء .

وقيل : سميت بذلك لأن الأمر يحق فيها ، فهي من باب ليل نائم .

والحاقة اسم فاعل من حق الشيء إذا ثبت ولم يشك في صحته .

وقال الأزهري : حاققته فحققته أحقه : أي غالبته فغلبته .

فالقيامة حاقة لأنها تحقق كل محاق في دين الله بالباطل ، أي كل مخاصم فتغلبه .

وقيل : الحاقة مصدر كالعاقبة والعافية .

1