فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱلۡحَآقَّةُ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الحاقة

هي إحدى أو اثنتان وخمسون آية وهي مكية

قال القرطبي في قول الجميع قال ابن عباس نزلت بمكة ، وعن ابن الزبير مثله وعن أبي هريرة " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بالحاقة ونحوها " أخرجه الطبراني .

بسم الله الرحمن الرحيم

{ الحاقة ( 1 ) ما الحاقة ( 2 ) وما أدراك ما الحاقة ( 3 ) كذبت ثمود وعاد بالقارعة ( 4 ) }

{ الحاقة } هي القيامة لأن لأمر يحق فيها وهي تحق في نفسها من غير شك ، قاله الطبري كأنه جعلها من باب ليله قائم ونهاره صائم فالإسناد مجازي ، قال الأزهري يقال حاققته فحققته أحقه غالبته فغلبته أغلبه ، فالقيامة حاقة لأنها تحاق كل محاق في دين الله بالباطل وتخصم كل مخاصم .

وقال في الصحاح : حاقه أي خاصمه في صغار الأشياء ويقال ما له فيها حق ولا حقاق ولا خصومة والتحاق التخاصم ، والحاقة والحقة والحق ثلاث لغات بمعنى ، قال الواحدي : هي القيامة في قول كل المفسرين ، وسميت بذلك لأنها ذات الحواق من الأمور وهي الصادقة الواجبة الصدق ، وجميع أحكام القيامة صادقة واجبة الوقوع والوجود .