الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (78)

{ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ } يعني الصيحة والزلزلة وأصلها الحركة مع الصوت . قال الله : { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ } [ النازعات : 6 ] .

قال الشاعر :

وظلّت جمال القوم بالقوم ترجفُ *** ولمّا رأيت الحج قد آن وقته

وقال الأخطل :

كبر كالنسر أرجف الإنسان مهدود فيه *** أما تريني [ حناتي ] الشيب من

{ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ } أي في أرضهم وبلدتهم ولذلك وحد الدار . وقيل : أراد به الديار فوحد كقوله تعالى :

{ إِنَّ الإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ } [ العصر : 2 ] ومعنى { جَاثِمِينَ } جامدين [ مبتلين ] صرعى هلكوا ، وأصل الجاثمّ البارك على الركبة .

قال جرير :

مطايا القدر كالحدأ الجثوم *** عرفت المنتأى وعرفت منها