الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (78)

وسألوه أن يأتيهم العذاب الذي أوعدهم به ، { فأخذتهم الرجفة }[ 78 ] ، أي : الصيحة{[24287]} .

قال مجاهد والسدي : { الرجفة } : هي الصيحة{[24288]} .

يقال : رجف بفلان : إذا حرك وارتجج{[24289]} .

و " الرجفة " في اللغة : الزلزلة الشديدة{[24290]} .

{ فأصبحوا في دارهم جاثمين } ، [ 87 ] .

أي : ساقطين على رُكَبهم{[24291]} . وأصل الجُثُوم{[24292]} ، للأرنب ، والطير ، وشبهه{[24293]} ، وهو البروك على الركب{[24294]} .

ومعنى { دارهم } : عند مسكنهم{[24295]} ، وموضعهم اجتماعهم وهي القرية .

ومعنى { ديارهم{[24296]} } : منازلهم{[24297]} .


[24287]:انظر: جامع البيان 12/544.
[24288]:انظر: جامع البيان 12/545، وتفسير ابن أبي حاتم 5/1516، والبحر المحيط 4/334، والدر المنثور 3/494.
[24289]:في جامع البيان 12/544: "و "الرجفة"، "الفعلة" من قول القائل: "رجف بفلان كذا يرجف رجفا"، وذلك إذا حركه وزعزعه كما قال الأخطل: إما تريني حناني الشيب من كبر *** كالنسر أرجف، والإنسان مهدود وانظر: تفسير القرطبي 7/154، والدر المصون 3/295.
[24290]:معاني القرآن وإعرابه للزجاج 2/351.
[24291]:في جامع البيان 12/546،: "يعني: سقوطا صرعى لا يتحركون...، والعرب تقول للبارك على الركبة "جاثم". وقال القرطبي في تفسيره 7/154: "أي: لاصقين بالأرض على ركبهم ووجوههم، كما يجثم الطائر...".
[24292]:في الأصل: الجثيم، وهو تحريف، وصوابه من ج، ور، وتفسير القرطبي 7/154.
[24293]:قال في تفسير المشكل من غريب القرآن 173،:"...، وأصله للطير والأرنب وما يجثم". وهو قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن 169.
[24294]:انظر: تفسير غريب القرآن لابن قتيبة 169، وزاد المسير3/226، وتفسير القرطبي 7/154، والبحر المحيط 4/334. وفي "ر": وهي البروك.
[24295]:في الأصل: مناسكهم، وصححت في الهامش "مساكنهم" وفي "ر": عندهم، وفيه سقط. وأثبت ما اجتهدت في قراءته في "ج". وفي الكشاف 2/119: "...في بلادهم أو في مساكنهم". قال محمد بن مروان السدي: كما في تفسير الماوردي 2/236: "كل ما في القرآن من {دارهم} فالمراد به: مدينتهم، وكل ما فيه من {ديارهم}، فالمراد به: مساكنهم.
[24296]:هود: 66، والآية بتمامها: {وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين}.
[24297]:وانظر: تفسير القرطبي 7/154، بلفظ: "وقال في موضع آخر، أي: في منازلهم". وقال الكرماني، البرهان في متشابه القرآن 191: "حيث ذكر الرجفة، وهي الزلزلة: وحّد الدار، وحيث ذكر الصيحة: جمع؛ لأن الصيحة كانت من السماء فبلوغها أكثر وأبلغ من الزلزلة، فاتصل كل واحد بما هو أليق له". انظر: الخطيب الإسكافي، درة التنزيل وغرة التأويل 157، 158.