فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَأَخَذَتۡهُمُ ٱلرَّجۡفَةُ فَأَصۡبَحُواْ فِي دَارِهِمۡ جَٰثِمِينَ} (78)

{ فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين 78 فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين 79 } .

{ فأخذتهم الرجفة } أي الزلزلة الشديدة العظيمة قال الزجاج والفراء ، يقال رجف الشيء رجفا رجفانا ، وأصله حركة مع صوت ومنه يوم ترجف الراجفة ، وقيل كانت صيحة شديدة خلعت قلوبهم ، قاله مجاهد والسدي وقيل : أنه أخذتهم الزلزلة من تحتهم والصيحة من فوقهم حتى هلكوا ، وعلى هذا في الآية كفاية وقد وقع التصريح بها في الآية أخرى فكان عذابهم بالرجفة والصيحة فذكر في كل موضع واحدة منهما .

{ فأصبحوا في دارهم } أي بلدهم وأرضهم { جاثمين } أي لاصقين بالأرض على ركبهم ووجوههم كما يجثم الطائر ، وأصل الجثوم للأرنب وشبهها ، وقيل الجثوم للناس والطير بمنزلة البروك للبعير ، وجثوم الطير هو وقوعه لاطئا بالأرض في حال نومه وسكونه بالليل ، والمراد أنهم أصبحوا في دورهم ميتين لا حراك بهم .