جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ يُوحِيٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

وقوله : كَذَلَكَ يُوحِي إلَيْكَ وَإلى الّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ يقول تعالى ذكره : هكذا يوحِي إليك يا محمد وإلى الذين من قبلك من أنبيائه . وقيل : إن حم عين سين ق أوحيت إلى كلّ نبيّ بُعث ، كما أُوحيت إلى نبينا صلى الله عليه وسلم ، ولذلك قيل : كَذَلَكَ يُوحِي إلَيْكَ وإلى الّذِينَ مِن قَبْلِكَ اللّهُ العَزِيزُ في انتقامه من أعدائه الحَكِيمُ في تدبيره خلقه .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{كَذَٰلِكَ يُوحِيٓ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ ٱللَّهُ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (3)

{ كذلك يوحى إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم } أي مثل ما في هذه السورة من المعاني ، أو إيحاء مثل إيحائها أوحى الله إليك وإلى الرسل من قبلك ، وإنما ذكر بلفظ المضارع على حكاية الحال الماضية للدلالة على استمرار الوحي وأن إيحاء مثله عادته ، وقرأ ابن كثير " يوحى " بالفتح على أن كذلك مبتدأ و " يوحى " خبره المسند إلى ضميره ، أو مصدر و " يوحى " مسند إلى إليك ، و{ الله } مرتفع بما دل عليه " يوحى " ، و{ العزيز الحكيم } صفتان له مقررتان لعلو شأن الموحى به كما مر في السورة السابقة ، أو بالابتداء كما في قراءة " نوحي " بالنون و { العزيز } وما بعده أخبار أو { العزيز الحكيم } صفتان .