وقوله : عُتُلّ يقول : وهو عُتُلّ ، والعتلّ : الجافي الشديد في كفره ، وكلّ شديد قويّ فالعرب تسمية عُتُلاّ ، ومنه قول ذي الإصبع العَدْوانيّ :
والدّهْرُ يَغْدُو مِعْتَلاً جَذَعا
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : عُتُلّ العتلّ : العاتل الشديد المنافق .
حدثني إسحاق بن وهب الواسطي ، قال : حدثنا أبو عامر العَقْدِيّ ، قال : حدثنا زهير بن محمد ، عن زيد ابن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن وهب الذّمارِيّ ، قال : «تبكي السماء والأرض من رجل أتمّ الله خلقه ، وأرحب جوفه ، وأعطاه مقضما من الدنيا ، ثم يكون ظلوما للناس ، فذلك العتلّ الزنيم » .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن ليث ، عن أبي الزبير ، عن عبيد بن عمير ، قال : العتلّ : الأكول الشروب القويّ الشديد ، يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة ، يدفع المَلَكُ من أولئك سبعين ألفا دفعة في جهنم .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي رزين ، في قوله : عُتُلّ بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ قال : العتلّ : الشديد .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي رزِين ، في قوله : عُتُلّ بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ قال : العتلّ : الصحيح .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني معاوية بن صالح ، عن كثير بن الحارث ، عن القاسم ، مولى معاوية قال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العُتُلّ الزنيم ، قال : «الفاحِشُ اللّئيمُ » .
قال : معاوية ، وثني عياض بن عبد الله الفهريّ ، عن موسى بن عقبة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بمثل ذلك .
حدثني يعقوب ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، في قوله : عُتُلّ بَعْدَ ذلك زَنَيمٍ قال : فاحش الخُلق ، لئيم الضريبة .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : عُتُلّ بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ قال : الحسن وقتادة : هو الفاحش اللئيم الضريبة .
حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، في قوله عُتُلّ قال : هو الفاحش اللئيم الضريبة .
قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن زيد بن أسلم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تَبْكي السّماءُ مِنْ عَبْدٍ أصَحّ اللّهُ جِسْمَهُ ، وأرْحَبَ جَوْفَهُ ، وأعْطاهُ مِنَ الدّنْيا مِقْضَما ، فَكانَ للنّاسِ ظَلُوما ، فَذلكَ العُتُلّ الزّنِيمُ » .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي رزين ، قال : العتلّ : الصحيح الشديد .
حدثني جعفر بن محمد البزوري ، قال : حدثنا أبو زكريا ، وهو يحيى بن مصعب ، عن عمر بن نافع ، قال : سُئل عكرِمة ، عن عُتُلّ بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ فقال : ذلك الكافر اللئيم .
حدثني علي بن الحسن الأزديّ ، قال : حدثنا يحيى ، يعني ابن يمان ، عن أبي الأشهب ، عن الحسن في قوله عُتُلّ بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٌ قال : الفاحش اللئيم الضريبة .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن قتادة ، قال : العتلّ : الزنيم الفاحش اللئيم الضريبة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : عُتُلّ قال : شديد الأشَر .
حُدثت عن الحسن ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول : عُتُلّ قال : العتلّ : الشديد .
بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ ومعنى «بعد » في هذا الموضع معنى مع ، وتأويل الكلام : عُتُلّ بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ : أي مع العتلّ زنيم .
وقوله : زنيم والزنيم في كلام العرب : الملصق بالقوم وليس منهم ، ومنه قول حسان بن ثابت :
وأنْتَ زَنِيمٌ نِيطَ فِي آلِ هاشِمٍ *** كمَا نِيطَ خَلْفَ الرّاكِب القَدَحُ الفَرْدُ
زَنِيمٌ لَيْسَ يَعْرِفُ مَن أبُوهُ *** بَغِيّ الأُمّ ذُو حَسَبٍ لَئِيمٍ
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس زَنِيمٍ قال : والزنيم : الدعيّ ، ويقال : الزنيم : رجل كانت به زنمة يُعرف بها ، ويقال : هو الأخنس بن شَرِيق الثّقَفِيّ حليف بني زُهْرة . وزعم ناس من بني زُهرة أن الزنيم هو : الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ ، وليس به .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : أخبرنا ابن إدريس ، قال : حدثنا هشام ، عن عكرِمة ، قال : هو الدعيّ .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني سليمان بن بلال ، عن عبد الرحمن بن حرملة ، عن سعيد بن المسيب ، أنه سمعه يقول في هذه الآية : { عُتُل بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ } قال سعيد : هو الملصق بالقوم ليس منهم .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن الحسن ، عن سعيد بن جبير ، قال : الزنيم الذي يعرف بالشرّ ، كما تعرف الشاة بزنمتها الملصق .
وقال آخرون : هو الذي له زَنَمة كزنمة الشاة . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، حدثنا داود ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس أنه قال في الزنيم قال : نُعِتَ ، فلم يعرف حتى قيل زنيم . قال : وكانت له زنمة في عنقة يُعرف بها .
حدثني الحسين بن عليّ الصدائي ، قال : حدثنا عليّ بن عاصم ، قال حدثنا داود بن أبي هند ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، في قوله : { بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ } قال : نزل على النبيّ صلى الله عليه وسلم : { وَلا تُطِعْ كُلّ حَلاّفٍ مَهِينٍ هَمّازٍ مَشّاءٍ بِنَمِيمٍ } قال : فلم نعرفه حتى نزل على النبيّ صلى الله عليه وسلم : { بَعْدَ ذَلكَ زَنيمٍ } قال : فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا ابن إدريس ، عن أصحاب التفسير ، قالوا : هو الذي يكون له زنمة كزنمة الشاة .
حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله الزنيم : يقول : كانت له زنمة في أصل أذنه ، يقال : هو اللئيم الملصق في النسب .
وقال آخرون : هو المريب ، ذكر من قال ذلك :
حدثنا تميم بن المنتصر ، قال : حدثنا إسحاق ، عن شريك ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله : عُتُلّ بَعْدَ ذلكَ زَنِيمٍ قال : زنيم : المُرِيب الذي يعرف بالشرّ .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن جابر ، عن الحسن بن مسلم ، عن سعيد بن جبير قال : الزنيم : الذي يعرف بالشرّ .
وقال آخرون : هو الظلوم . ذكر من قال ذلك :
حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله زَنِيمٍ قال : ظلومٍ .
وقال آخرون : هو الذي يُعرف بأُبنة . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس أنه قال في الزنيم : الذي يُعرف بأُبنة ، قال أبو إسحاق : وسمعت الناس في إمرة زياد يقولون : العتلّ : الدعيّ .
وقال آخرون : هو الجِلْف الجافي . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن المثنى ، قال : ثني عبد الأعلى ، قال : حدثنا داود بن أبي هند ، قال : سمعت شهر بن حَوْشب يقول : هو الجلف الجافي الأكول الشروب من الحرام .
وقال آخرون : هو علامة الكفر . ذكر من قال ذلك :
حدثنا أبو كريب ، حدثنا ابن يمان ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي رزين ، قال : الزنيم : علامة الكفر .
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي رزين ، قال : الزنيم : علامة الكافر .
حدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، أنه كان يقول الزنيم يُعرف بهذا الوصف كما تعرف الشاة .
وقال آخرون : هو الذي يعرف باللؤم . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن خصيف ، عن عكرِمة ، قال : الزّنيم : الذي يعرف باللؤم ، كما تُعرف الشاة بزنمتها .
وقال آخرون : هو الفاجر . ذكر من قال ذلك :
حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا جرير ، عن منصور ، عن أبي رزين ، في قوله : { عُتُلّ بَعْدَ ذلكَ زَنيمٍ } قال : الزنيم : الفاجر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.