فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ} (13)

{ عُتُلٍّ } قال الواحدي : المفسرون يقولون : هو الشديد الخلق الفاحش الخلق . وقال الفراء : هو الشديد الخصومة في الباطل . وقال الزجاج : هو الغليظ الجافي . وقال الليث : هو الأكول المنوع ، يقال : عتلت الرجل أعتله إذا جذبته جذباً عنيفاً ، ومنه قول الشاعر :

نقرعه قرعاً ولسنا نعتله *** . . .

{ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ } أي هو بعد ما عدّ من معايبه زنيم ، والزنيم هو الدعيّ الملصق بالقوم وليس هو منهم ، مأخوذ من الزنمة المتدلية في حلق الشاة أو الماعز ، ومنه قول حسان :

زنيم تداعاه الرجال زيادة *** كما زيد في عرض الأديم الأكارع

وقال سعيد بن جبير : الزنيم المعروف بالشرّ ، وقيل : هو رجل من قريش كان له زنمة كزنمة الشاة . وقيل : هو الظلوم .

/خ16