بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ} (13)

قوله تعالى : { عُتُلٍ } يعني : شديد الخصومة بالباطل ، ويقال : { عُتُلٍ } يعني : أكول شروب صحيح الجسم رحيب البطن . { بَعْدَ ذَلِكَ } يعني : مع ذلك { زَنِيمٍ } يعني : ملصق . وقال ابن عباس : الزنيم : الدعي الملصق ، ويستدل بقول القائل

زَنِيمٌ تَدَاعَاهُ الرِّجَالُ زِيَادَة *** كَمَا زِيدَ فِي عَرْضِ الأَدِيمِ الأَكَارِعُ

ويقال : الزنيم : الشديد الخلق . وروى شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم ، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ جَوَّاظٌ وَلاَ جَعْظَرِيٌّ وَلاَ العُتُلُّ الزَّنِيمُ . قَالَ : أَمَّا الجَوَّاظُ ، فَالَّذِي جَمَعَ وَمَنَعَ وَتَدْعُوهُ لَظَى نَزَّاعَة للشَّوَى » أَيْ الشَّدِيدَ الخُلُقِ رَحِيبَ الجَوْفِ . وَأمَّا الجَعْظَرِيُّ ، فَالفَظُّ . الغَلِيظُ . وَأَمَّا العُتُلُّ الزَّنِيمُ ، صَحِيحٌ أَكُولٌ شَرُوبٌ ظَلُومٌ لِلنَّاسِ . وَيُقَالُ . الزَّنِيمُ : الدَّعِيُّ وذكر أنه لما نزلت هذه الآية ، قال لأمه : إن محمداً لصادق ، وأنه قال كذا وكذا ، فأقرت والدته له بذلك .