الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ} (13)

10

وأخرج عبد بن حميد عن أبي أمامة في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : هو الفاحش اللئيم .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن الحسن وأبي العالية مثله .

وأخرج عبد بن حميد وابن عساكر عن عكرمة عن ابن عباس في قوله : { زنيم } قال : هو الدعيّ أما سمعت قول الشاعر :

زنيم تداعاه الرجال زيادة *** كما زيد في عرض الأديم أكارعه

وأخرج ابن الأنباري في الوقف والابتداء عن عكرمة أنه سئل عن الزنيم قال : هو ولد الزنا ، وتمثل بقول الشاعر :

زنيم ليس يعرف من أبوه *** بغيّ الأم ذو حسب لئيم

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : العتل الزنيم : رجل ضخم شديد ، كانت له زنمة زائدة في يده ، وكانت علامته .

وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب قال : العتل الصحيح الأكول الشروب ، والزنيم الفاجر .

وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : يعرف الكافر من المؤمن مثل الشاة الزنماء ، والزنماء التي في حلقها كالمتعلقتين في حلق الشاة .

وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : الزنيم يعرف بهذا الوصف ، كما تعرف الشاة الزنماء من التي لا زنمة لها .

وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن المسيب في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : هو الملزق في القوم ليس منهم .

وأخرج عبد بن حميد عن شهر بن حوشب عن ابن عباس قال : ستة لا يدخلون الجنة أبداً : العاق والمدمن والجعشل والجوّاظ والقتات والعتل الزنيم . فقلت يا ابن عباس : أما اثنتان فقد علمت ، فأخبرني بالأربع ، قال : أما الجعشل فالفظّ الغليظ ، وأما الجواظ فمن يجمع المال ويمنع ، وأما القتات فمن يأكل لحوم الناس ، وأما العتل الزنيم فمن يمشي بين الناس بالنميمة .

وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن شهر بن حوشب قال : حدثني عبد الرحمن بن غنم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : «لا يدخل الجنة جواظ ولا جعظري ولا العتل الزنيم ، فقال له رجل من المسلمين : ما الجوّاظ والجعظري والعتل الزنيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «أما الجوّاظ فالذي جمع ومنع ، تدعوه { لظى نزاعة للشوى } [ المعارج : 16 ] وأما الجعظري فالفظّ الغليظ ، قال الله : { فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك } [ آل عمران : 159 ] ، وأما العتل الزنيم فشديد الخلق ، رحيب الجوف مصحح ، شروب واجد للطعام والشراب ، ظلوم للناس » .

وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد عن عامر أنه سئل عن الزنيم قال : هو الرجل تكون له الزنمة من الشر يعرف بها ، وهو رجل من ثقيف يقال له : الأخنس بن شريق .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن الأنباري في الوقف والابتداء ، عن ابن عباس قال : الزنيم الدعيّ الفاحش اللئيم الملزق ، ثم أنشد قول الشاعر :

زنيم تداعاه الرجال زيادة *** كما زيد في عرض اللئيم الأكارع

وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم { ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم } فلم يعرف حتى نزل عليه بعد ذلك { زنيم } فعرفناه له زنمة كزنمة الشاة .

وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن مردويه عن حارثة بن وهب : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «ألا أخبركم بأهل الجنة ، كل ضعيف متضعف ، لو أقسم على الله لأبره ، ألا أخبركم بأهل النار ، كل عتل جوّاظ جعظري متكبر » .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر عن زيد بن أسلم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «تبكي السماء من عبد أصح الله جسمه وأرحب جوفه وأعطاه من الدنيا ، فكان للناس ظلوماً ، فذلك العتل الزنيم » .

وأخرج ابن أبي حاتم عن القاسم مولى معاوية وموسى بن عقبة قالا : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن العتل الزنيم ، قال : «هو الفاحش اللئيم » .

وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن أبي الدرداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : { بعد ذلك زنيم } قال : «العتل كل رحيب الجوف ، وثيق الخلق ، أكول شروب ، جموع للمال منوع له » .

وأخرج الحاكم وصححه وابن مروديه عن عبدالله بن عمر وأنه تلا { منّاع للخير } إلى { زنيم } فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «أهل النار كل جعظري جوّاظ مستكبر مناع ، وأهل الجنة الضعفاء المغلوبون » .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : العتل هو الدعيّ ، والزنيم هو المريب الذي يعرف بالشر .

وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر والخرائطي في مساوئ الأخلاق والحاكم ، وصححه عن ابن عباس في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : هو الرجل يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الزنيم هو الرجل يمر على القوم ، فيقولون رجل سوء .

وأخرج البخاري والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم عن ابن عباس في قوله : { عتل بعد ذلك زنيم } قال : رجل من قريش كانت له زنمة زائدة مثل زنمة الشاة يعرف بها .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس في الآية قال : نعت فلم يعرف حتى قيل { زنيم } وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال : الزنيم الملحق النسب .

وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله : { زنيم } قال : ظلوم .

وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله : { زنيم } قال : ولد الزنا . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت قول الشاعر :

زنيم تداعته الرجال زيادة *** كما زيد في عرض الأديم الأكارع

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن علي بن أبي طالب قال : الزنيم هو الهجين الكافر .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { مهين } قال : الكذاب { هماز } يعني الاغتياب { عتل } قال : الشديد الفاتك { زنيم } الدعيّ .