{ عُتُلٍّ بَعْد ذلك زنيمٍ } يعني بعد كونه " منّاعٍ للخيرٍ "
معتدٍ أثيم ، هو عتل زنيم ، وفيه تسعة أوجه :
أحدها : أن العُتُلّ الفاحش ، وهو مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم :
الثاني : أنه القوي في كفره ، قاله عكرمة .
الثالث : أنه الوفير الجسم ، قاله الحسن وأبو رزين .
الرابع : أنه الجافي الشديد الخصومة بالباطل ، قاله الكلبي .
الخامس : أنه الشديد الأسر ، قاله مجاهد .
السادس : أنه الباغي ، قاله ابن عباس .
السابع : أنه الذي يعتِل الناس ، أي يجرهم إلى الحبس أو العذاب ، مأخوذ من العتل وهو الجر ، ومنه قوله تعالى : { خذوه فاعتِلوه } [ الحاقة :30 ] .
الثامن : هو الفاحش اللئيم ، قاله معمر ، قال الشاعر :
بعتل من الرجال زنيم *** غير ذي نجدةٍ وغير كريم .
التاسع : ما رواه شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم ، ورواه ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا يدخل الجنةَ جواظٌ ولا جعظري ولا العتلّ الزنيم{[3048]} " فقال رجل : ما الجواظ وما الجعظري وما العتل الزنيم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الجواظ الذي جمع ومنع ، والجعظري الغليظ ، والعتل الزنيم الشديد الخلق ، الرحيب الجوف المصحح ، الأكول الشروب الواجد للطعام ، الظلوم للناس " .
وأما الزنيم ففيه ثماني تأويلات :
أحدها : أنه اللين{[3049]} ، رواه موسى بن عقبة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
الثاني : أنه الظلوم ، قاله ابن عباس في رواية ابن طلحة عنه .
الثالث : أنه الفاحش ، قاله إبراهيم .
الرابع : أنه الذي له زنمة كزنمة الشاة ، قال الضحاك : لأن الوليد بن المغيرة كان له أسفل من أذنه زنمة مثل زنمة الشاة ، وفيه نزلت هذه الآية ، قال محمد بن إسحاق : نزلت في الأخنس بن شريق لأنه حليف ملحق{[3050]} ولذلك سمي زنيماً .
الخامس : أنه ولد الزنى ، قاله عكرمة .
السادس : أنه الدعيّ ، قال الشاعر{[3051]} :
زنيمٌ تَداعاه الرجالُ زيادةً *** كما زِيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكارعُ
السابع : أنه الذي يعرف بالأُبنة ، وهو مروي عن ابن عباس أيضاً .
الثامن : أنه علامة الكفر كما قال تعالى : { سنسمه على الخرطوم } ، قاله أبو رزين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.