القول في تأويل قوله تعالى : { يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هََذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ } .
وهذا فيما ذكر ابن عباس ، خبر من الله تعالى ذكره عن قيل الشاهد : إنه قال للمرأة وليوسف ، يعني بقوله : { يُوسُفُ } : يا يوسف ، { أعْرِضْ عَنْ هَذَا } ، يقول : أعرض عن ذكر ما كان منها إليك فيما راودتك عليه ، فلا تذكره لأحد . كما :
حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد في قوله : { يُوسُفُ أعْرِضْ عَنْ هَذَا } ، قال : لا تذكره ، { واسْتَغْفِري } ، أنت زوجك ، يقول : سليه أن لا يعاقبك على ذنبك الذي أذنبت ، وأن يصفح عنه ، فيستره عليك .
{ إنّكِ كُنْتِ مِنَ الخَاطِئينَ } ، يقول : إنك كنت من المذنبين في مراودة يوسف عن نفسه ، يقال منه : خطىء في الخطيئة يخْطَأُ خَطَأً وَخِطْأً ، كما قال جلّ ثناؤه : { إنّهُ كانَ خِطْأً كَبيرا } ، والخطأ في الأمر ، وحكى في الصواب أيضا : الصّوْب ، والصوب ، كما قال : الشاعر :
لَعَمْرُكِ إنّمَا خَطَئِي وَصَوْبِي *** عليّ وإِنّ ما أهْلَكْتُ مالُ
عبادُكَ يُخْطِئُونَ وأنْتَ رَبٌ *** بكَفّيْكَ المَنايا والحُتُومُ
من خَطِىء الرجل . وقيل : { إنّكِ كُنْتِ مِنَ الخَاطِئينَ } ، لم يقل : من الخاطئات ، لأنه لم يقصد بذلك قصد الخبر عن النساء ، وإنما قصد به الخبر عمن يفعل ذلك فيخطىء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.