فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ} (29)

ثم خاطب العزيز يوسف عليه السلام بقوله { يوسف أعرض عن هذا } الأمر الذي جرى وأكتمه ولا تتحدث به حتى لا يفشو ويشيع بين الناس وقيل معناه لا تكترث به ولا تهتم به فقد بان عذرك ثم أقبل عليها بالخطاب فقال { واستغفري } يا زليخا { لذنبك } الذي وقع منك ، قال الكرخي : كان العزيز قليل الغيرة بل قال في البحر إن قرية تربة إقليم قطفير مصر تقتضي هذا ولهذا لا ينشأ فيها الأسد ولو دخل فيها لا يبقى .

{ إنك كنت } بسبب ذلك { من الخاطئين } أي من جنسهم برمي يوسف بالخطيئة والجملة تعليل لما قبلها من الأمر بالاستغفار ولم يقل من الخاطئات تغليبا للمذكر على المؤنث كما في قوله { كانت من القانتين } ومعنى من الخاطئين من المتعمدين يقال خطأ إذ أذنب متعمدا وقيل التقدير من القوم الخاطئين وقيل إن القائل ليوسف ولامرأة العزيز بهذه المقالة هو الشاهد الذي حكم بينهما .