إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ} (29)

{ يُوسُفَ } حُذف منه حرفُ النداء لقربه وكمالِ تفطُّنه للحديث وفيه تقريبٌ له وتلطيفٌ لمحله { أَعْرِضْ عَنْ هذا } أي عن هذا الأمرِ وعن التحديث به واكتُمْه فقد ظهر صدقُك ونزاهتُك { واستغفري } أنت يا هذه { لِذَنبِكِ } الذي صدر عنك وثبَتَ عليك { إِنَّكَ كُنتَ } بسبب ذلك { مِنَ الخاطئين } من جملة القوم المتعمّدين للذنب أو من جنسهم ، يقال : خطِىء إذا أذنب عمداً ، وهو تعليلٌ للأمر بالاستغفار ، والتذكيرُ لتغليب الذكورِ على الإناث وكان العزيزُ رجلاً حليماً فاكتفى بهذا القدرِ من مؤاخذتها ، وقيل : كان قليلَ الغَيرة .