تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ} (29)

وقوله تعالى : ( يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا ) يحتمل قوله : ( أعرض عن هذا ) أي عن قوله : ( هي راودتني عن نفسي )[ الآية : 26 ] ويشبه أن يكون قوله : ( أعرض عن هذا ) عن جميع ما كان بينهما ؛ أي استر عليها ، ولا تهتك عليها سترها .

وقوله تعالى : ( واستغفري لذنبك ) قال ليوسف ذلك القائل : ( أعرض عن هذا ) وقال للمرأة ( اسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنْ الْخَاطِئِينَ ) لما ظهر عنده أنها هي التي راودته ودعته إلى[ في الأصل وم : في ] نفسها .

ثم اختلف في تأويل هذا القول : قال بعضهم : هو زوجها ، قال ليوسف : ( أعرض عن هذا ) ولا تهتك عليها سترها ، لكنهم قالوا إنه كان قليل الغيرة .

وقال بعضهم : ذلك القائل هو رجل آخر هو ابن عم لها ، وهذا أشبه .

وقوله تعالى : ( وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِك ) قال بعضهم قال هذا لها : لأنهم ، وإن كانوا يعبدون الأصنام فإنما[ من م ، في الأصل : كأنما ] يعبدونها لتقربهم [ في الأصل وم : ليقربوهم ] إلى الله زلفى حين[ في الأصل وم : حيث ] قال لها : ( واستغفري لذنبك ) وقال بعضهم من بعض أهل التأويل : قال[ في الأصل وم : قوله ] : ( استغفري لذنبك ) إلى زوجك لأنك[ في الأصل وم : حيث ] خنته .

فإن كان التأويل هذا يدل أن القائل ذلك[ في الأصل وم : لذلك ] رجل آخر لا زوجها . وإن كان التأويل هو الأول فإنه يحتمل كليهما ، أيهما كان ، والله أعلم .