المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{يُوسُفُ أَعۡرِضۡ عَنۡ هَٰذَاۚ وَٱسۡتَغۡفِرِي لِذَنۢبِكِۖ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ ٱلۡخَاطِـِٔينَ} (29)

و { يوسف } في قوله : { يوسف أعرض عن هذا } منادى ، قاله ابن عباس ، ناداه الشاهد ، وهو الرجل الذي كان مع العزيز ، و { أعرض عن هذا } معناه : عن الكلام به ، أي اكتمل ولا تتحدث به ؛ ثم رجع إليها فقال : { واستغفري لذنبك } أي استغفري زوجك وسيدك ، وقال : { من الخاطئين } ولم يقل : من الخاطئات لأن الخاطئين أعم ، وهو من : خطىء يخطأ خطئاً وخطأ ، ومنه قول الشاعر [ أوس بن غلفاء ] : [ الوافر ]

لعمرك إنما خطئي وصوبي*** عليّ وإنما أتلفت مالي{[6647]}

وينشد بيت أمية بن أبي الصلت : [ الوافر ]

عبادك يخطئون وأنت رب*** بكفيك المنايا والحتوم{[6648]}


[6647]:البيت لأوس بن غلفاء، قال ذلك (اللسان – صوب)، ورواه مع بيت قبله، قال: ألا قالت أمامة يوم غــــــول تقطع بابن غلفاء الحبال دعيني إنما خطئي و صوبي علي وإن ما أهلكت مــال والصوب: الصواب/ و(إن ما) تكتب منفصلة، ومال بالرفع، والمعنى: وإن الذي أهلكته مال، ولا ضير في ذلك ما دام عرضي وافرا.
[6648]:ي (اللسان) – في "خطي"، والرواية فيه: البيت عبادك يخطئون وأنت رب كريم لا تليق بك الذموم ورواه أيضا في "حتم" ولفظه: حناني ربنا وله عنونــــــــا بكفيه المنايا والحتوم ورواه في "الصحاح" مثل رواية ابن عطية. والمنايا: جمع منية وهي الموت، والحتوم: جمع حتم بمعنى القضاء. وفي (اللسان) – في "ذمم" لأمية أيضا: سلامك ربنا في كل فجــــــــر بريئا ما تعنتك الذمـــــــوم