جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

وقوله : لَوّاحَةٌ للبَشَر يعني جلّ ثناؤه مغيّرة لبشر أهلها واللوّاحة من نعت سقر ، وبالردّ عليها رُفعت ، وحسُن الرفع فيها ، وهي نكرة ، وسقر معرفة ، لما فيها من معنى المدح . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد لَوّاحَةٌ للْبَشَر قال : الجلد .

حدثني أبو السائب ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن إسماعيل ، عن أبي رزين لَوّاحَةٌ للْبَشَر قال : تلفح الجلد لفحة ، فتدعه أشدّ سوادا من الليل .

حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : حدثنا أبي وشعيب بن الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن ابن أبي هلال ، قال : قال زيد بن أسلم لَوّاحَةٌ للْبَشَر : أي تلوّح أجسادهم عليها .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : لَوّاحَةٌ للْبَشَر أي حرّاقة للجلد .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : لَوّاحَةٌ للْبَشَر يقول : تحرق بشرة الإنسان .

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : لَوّاحَةٌ للْبَشَر قال : تغير البشر ، تحرق البشر يقال : قد لاحه استقباله السماء ، ثم قال : النار تغير ألوانهم .

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين لَوّاحَةٌ لِلْبَشَر غيرت جلودهم فاسودّت .

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن إسماعيل بن سميع ، عن أبي رزين مثله .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : لَوّاحَةٌ للْبَشَر يعني بشر الإنسان ، يقول : تحرق بشره .

ورُوي عن ابن عباس في ذلك ما :

حدثني عليّ ، قال : حدثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله لَوّاحَةٌ للْبَشَر يقول : معرّضة .

وأخشى أن يكون خبر عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس هذا غلطا ، وأن يكون موضع معرّضة مغيّرة ، لكن صحّف فيه .