" لواحة للبشر " أي مغيرة من لاحه إذا غيره . وقراءة العامة " لواحة " بالرفع نعت ل " سقر " في قوله تعالى : " وما أدراك ما سقر " . وقرأ عطية العوفي ونصر بن عاصم وعيسى بن عمر " لواحة " بالنصب على الاختصاص ، للتهويل . وقال أبو رزين : تلفح وجوههم لفحة تدعها أشد سوادا من الليل ، وقاله مجاهد . والعرب تقول : لاحه البرد والحر والسقم والحزن : إذا غيره ، ومنه قول الشاعر :
تقولُ ما لاَحَكَ يا مسافرُ *** يا ابنةَ عمي لاحَنِي الهواجِرُ{[15583]}
وتعجبُ هند أنْ رأتني شَاحِبًا *** تقول لشيء لَوَّحَتْهُ السَّمَائِمُ{[15584]}
لوَّحَ منه بعدَ بُدْنٍ وسَنَقْ *** تلويحَكَ الضَّامِرَ يُطْوَى للسَّبَقْ{[15585]}
وقيل : إن اللوح شدة العطش . يقال : لاحه العطش ولوحه أي غيره . والمعنى أنها معطشة للبشر أي لأهلها ، قاله الأخفش ، وأنشد :
سقتني على لوحٍ من الماءِ شَرْبَةً *** سقاها بها الله الرِّهَامَ الغَوَادِيَا
يعني باللوح شدة العطش ، والتاح أي عطش ، والرهام جمع رهمة بالكسر ، وهي المطرة الضعيفة ، وأرهمت السحابة أتت بالرهام . وقال ابن عباس : " لواحة " أي تلوح للبشر من مسيرة خمسمائة عام . الحسن وابن كيسان : تلوح لهم جهنم حتى يروها عيانا . نظيره : " وبرزت الجحيم للغاوين " [ الشعراء : 91 ] وفي البشر وجهان : أحدهما : أنه الإنس من أهل النار ، قاله الأخفش والأكثرون . الثاني : أنه جمع بشرة ، وهي جلدة الإنسان الظاهرة ، قال مجاهد وقتادة ، وجمع البشر أبشار ، وهذا على التفسير الأول ، وأما على تفسير ابن عباس فلا يستقيم فيه إلا الناس لا الجلود ؛ لأنه من لاح الشيء يلوح ، إذا لمع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.