فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

{ لواحة للبشر } قرأ الجمهور بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وقيل على أنه نعت لسقر والأول أولى ، وقرئ بالنصب على الحال أو الاختصاص للتهويل يقال لاح يلوح أي ظهر ، والمعنى أنها تظهر للبشر ، قال الحسن تلوح لهم جهنم حتى يرونها عيانا كقوله { وبرزت الجحيم لمن يرى } وقيل معنى لواحة للبشر مغيرة لهم ومسودة قال مجاهد والعرب تقول لاحه الحر والبرد والحزن والسقم إذا غيره وهذا أرجح من الأول ، وإليه ذهب جمهور المفسرين .

وقال الأخفش المعنى : أنها معطشة للبشر قال ابن عباس : تلوح الجلد فتحرقه وتغير لونه فيصير أسود من الليل ، وعنه قال لواحة محرقة والمراد بالبشر إما جلدة الإنسان الظاهرة كما قاله الأكثر أو المراد به أهل النار من الإنس كما قال الأخفش .