التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

وقوله : { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } صفة ثالثة من صفات سقر .

ومعنى : { لَوَّاحَةٌ } مُغَيِّرة للبشرَات . مُسَوِّدة للوجوه ، صيغة مبالغة من اللَّوْح بمعنى تغيير الشئ يقال : فلان لوَّحته الشمس ، إذا سَوَّدَتْ ظاهرهَ وأطرافه . والبشر : جمع بشرة وهى ظاهر الجلد .

أى : أن هذه النار من صفاتها - أيضا - أنها تغير ألوان الجلود ، فتجعلها مسودة بعد أن كانت على غير هذا اللون ، وأنها لا تنزل بالأجساد من الآلام ما لا يعلمه إلا الله - تعالى - .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

محرقة للخلق.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني جلّ ثناؤه مغيّرة لبشر أهلها، واللوّاحة من نعت سقر،

قال زيد بن أسلم" لَوّاحَةٌ للْبَشَر": أي تلوّح أجسادهم عليها.

عن أبي رزين "لَوّاحَةٌ للْبَشَر": تلفح الجلد لفحة، فتدعه أشدّ سوادا من الليل.

عن ابن عباس: "لَوّاحَةٌ للْبَشَر "يقول: تحرق بشرة الإنسان.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قيل فيه بوجوه:

قيل: {لواحة للبشر} أي محرقة للجلد، فالبشر الجلد، فجائز أن خص الجلد بالتلويح لأن الجلد، من الإنسان هو الظاهر؛ فيكون ظاهر الإحراق مؤثر فيه.

وقيل: {لواحة للبشر} أي ظاهرة للبشر تظهر لهم، وتلوح، فينظرون إليها، ويتيقنون بالعذاب.

ويحتمل أن يكون قوله: {لواحة للبشر} لأن النار، تأكل جلودهم ولحومهم، فتظهر عظامهم، وتلوح عن ذلك، ثم تبدل جلودا ولحوما أبدا على هذا مدار أمرهم.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان تغير حال الإنسان إلى دون ما هو عليه غائظاً له موجعاً إذا كان ذلك تغير لونه لأن الظاهر عنوان الباطن، قال الله تعالى دالاً على شدة فعلها في ذلك: {لواحة} أي شديدة التغيير بالسواد والزرقة واللمع والاضطراب والتعطيش ونحوها من الإفساد من شدة حرها.