الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (43)

وقوله تعالى : { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ } [ النحل : 43 ] .

هذه الآيةُ ردٌّ على كفَّار قريش الذين استبعدوا أنْ يبعث اللَّه بشراً رسولاً ، ثم قال تعالَى : { فاسئلوا } ، أي : قلْ لهم : { فاسئلوا } ، و { أَهْلَ الذكر } هنا : أحبارِ اليهودِ والنصارَى ، قاله ابن عباس وغيره ، وهو أظهر الأقوال ، وهم في هذه النازِلَةِ خاصَّة إِنما يخبرون بأنَّ الرسُلَ من البَشَر ، وإخبارُهم حجَّة على هؤلاء ، وقدْ أرسلَتْ قريشٌ إِلى يهودِ يَثْرِبَ يسألونهم ويُسْنِدُون إِليهم .