الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا} (90)

وقوله : { وَجَدَهَا تَطْلُعُ على قَوْمٍ } [ الكهف : 90 ] المراد ب«القوم » الزَّنْج ، قاله قتادة ، وهم الهنود وما وراءهم ، وقال الناس في قوله سبحانه : { لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً } معناه : أنهم ليس لهم بنيانٌ ، إِذ لا تحتمل أرضهم البناءَ وإِنما يدخلون مِنْ حَرِّ الشمس في أسْرَابٍ ، وقيل : يدخلون في مَاءِ البَحْر ؛ قاله الحسن وغيره ، وأكْثَرَ المفسِّرون في هذا المعنى ، والظاهر من اللفظ أنها عبارة بَلِيغَةٌ عن قُرْب الشمس منهم ، ولو كان لهم أسرابٌ تغني لكان سِتْراً كثيفاً .