الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا} (93)

وقوله : { حتى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ } [ الكهف : 93 ] .

«السَّدَّان » ، فيما ذكر أهل التفسير : جبلان سَدَّا مسالك تلك الناحية ، وبَيْنَ طَرَفيِ الجبلين فَتْحٌ هو موضع الرَّدْم ، وهذان الجَبَلان في طَرَفِ الأرضِ ممَّا يلي المَشْرِق ، ويظهر من ألفاظ التواريخُ أنهما إلى ناحية الشمال .

وقوله تعالى : { وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً } : قال السُّهَيْليُّ : هم أهل جابلَص ، ويقال لها بالسُّرْيانية «جَرْجيسَا » يسكنها قومٌ مِنْ نَسْل ثمود بقيتهم الذين آمنوا بصالح .

وقوله تعالى : { وَجَدَهَا تَطْلُعُ على قَوْمٍ } هم : أهلُ جابَلَقَ ، وهم من نسل مؤمني قوم عاد الذين آمنوا بهود ، ويقال لها بالسُّرْيانيَّة : «مَرْقِيِسيَا » ولكل واحدةٍ من المديَنتْينِ عَشَرة آلاف بابٍ ، بين كلِّ بابين فرسَخٌ ، ومر بهم نبُّينا محمَّد صلى الله عليه وسلم ليلةَ الإسراء ، فدعاهم ، فأجابوه ، وآمنوا به ، ودعا من ورائهم من الأمم ، فلم يجيبوه في حديثٍ طويلٍ رواه الطبريُّ عن مقاتل بن حَيَّان ، عن عكرمة عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، واللَّه أعلم . انتهى ، واللَّه أعلم بصَّحته .