النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا} (90)

{ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ } قرئ بكسر اللام ، وقرئ بفتح اللام ، وفي اختلافهما وجهان :

أحدهما : معناهما واحد .

الثاني : معناهما مختلف . وهي بفتح اللام الطلوع ، وبكسرها الموضع الذي تطلع منه . والمراد بمطلع الشمس ومغربها ابتداء العمارة وانتهاؤها .

{ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لمْ نَجْعَل لهُم من دُونِهَا سِتْراً } يعني من دون الشمس ما يسترهم منها من بناء أو شجر أو لباس . وكانوا يأوون إذا طلعت عليهم إلى أسراب لهم ، فإذا زالت عنهم خرجوا لصيد ما يقتاتونه من وحش وسمك .

قال ابن الكلبي : وهم تاريس وتأويل ومنسك{[1845]} .

وهذه الأسماء والنعوت التي نذكرها ونحكيها عمن سلف إن لم تؤخذ من صحف النبوة السليمة لم يوثق بها ، ولكن ذكرت فذكرتها . وقال قتادة : هم الزنج .


[1845]:ذكر القرطبي أنهم أربع أمم هي: ناسك ومنسك وهاويل وتأويل.