الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا} (90)

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة ، عن ابن جريج في قوله : { حتى إذا بلغ مطلع الشمس } الآية . قال : حدثت عن الحسن عن سمرة بن جندب . . . قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : «{ لم نجعل لهم من دونها ستراً } أنها لم يبن فيها بناء قط ، كانوا إذا طلعت الشمس دخلوا أسراباً لهم حتى تزول الشمس » .

وأخرج الطيالسي والبزار في أماليه وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن في قوله : { تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً } قال : أرضهم لا تحتمل البناء ، فإذا طلعت الشمس تغور في المياه ، فإذا غابت خرجوا يتراعون كما ترعى البهائم . ثم قال الحسن : هذا حديث سمرة .

وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في الآية قال : ذكر لنا أنهم بأرض لا يثبت لهم فيها شيء ، فهم إذا طلعت دخلوا في أسراب حتى إذا زالت الشمس خرجوا إلى حروثهم ومعايشهم .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل في الآية قال : ليست لهم أكناف ، إذا طلعت الشمس طلعت عليهم ، ولأحدهم أذنان يفترش واحدة ويلبس الأخرى .

وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : { وجدها تطلع على قوم } الآية . قال : يقال لهم الزنج .

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال : تطلع على قوم حمر قصار ، مساكنهم الغيران ، فيلقى لهم سمك أكثر معيشتهم .