الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَأَنذِرۡهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡحَسۡرَةِ إِذۡ قُضِيَ ٱلۡأَمۡرُ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ وَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ} (39)

{ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الحسرة } [ مريم : 39 ] .

وهو يوم ذَبْحِ الموت قاله الجمهورُ ، وفي هذا حَدِيثٌ صحيحٌ خرجه البُخَاريُّ وغيرُه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ المَوْتَ يُجَاءُ بِهِ في صُورَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ ، فَيُذْبَحُ عَلَى الصِّرَاطِ بَيْنَ الجَنَّةِ وَالنَّارِ ، ويُنَادِى : يَا أَهْلَ الجَنَّةِ ، خُلُودٌ لاَ مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ ، خُلُودٌ لاَ مَوْتَ ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الحسرة } [ الآية ] .

قال ( ع ) : [ وعند ذلك تُصِيب أَهلَ النار حسرةٌ لا حَسْرة مثلها ، وقال ابنُ زيد ، وغيره : يَوْمَ الحَسْرَةِ : هو يَوْمَ القِيَامَةِ ، قال ( ع ) : ويحتمل أَن يكونَ يوم الحسرة اسمُ جِنْسٍ شاملٌ لحسَرَاتٍ كَثِيرَةٍ بحسب مواطن الآخرة : منها يومَ مَوْتِ الإنسان ، وأَخْذِ الكتاب بالشِّمال ، وغير ذلك ، { وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ } يريد : في الدنيا .