الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةٗ مِّن لِّسَانِي} (27)

والعُقْدة التي دَعَا في حَلِّها هي التي اعترته بالجَمْرةِ في فِيهِ ، حين جَرَّبه فرعون ، وروي في ذلك : أَنَّ فِرْعون أراد قَتْلَ مُوسَى ، وهو طِفْل حينَ مَدَّ يَدَهُ عليه السلام إلَى لِحْيَةِ فرعون ، فقالت له امرأته : إنه لا يَعْقِلُ ، فقال : بل هو يَعْقِلُ ، وهو عَدُوِّي ، فقالت له : نجرِّبُه ، فقال لها : أَفْعلي ، فدَعا بجمَراتٍ من النَّارِ ، وبطبقٍ فيه يَاقُوتٌ ، فقالا : إنْ أَخذ الياقُوتَ ، علِمْنَا أنه يعقِلُ ، وإنْ أخذ النارَ ، عَذَرْنَاهُ ، فمدَّ مُوسَى يده إلى جمرة فأَخذها ، فلم تعد على يده ، فجعلها فِي فِيهِ ، فأَحْرَقَتْهُ ، وأوْرثت لِسَانَهُ عُقْدَةٌ ،