غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةٗ مِّن لِّسَانِي} (27)

1

أما قوله سبحانه { واحلل عقدةً من لساني } فاعلم أن النطق فضيلة عظيمة وموهبة جسيمة ولهذا قال { خلق الإنسان علمه البيان } [ الرحمان :3 ، 4 ] بغير توسط العاطف كأنه إنما يكون خالقاً للإنسان إذا علمه البيان . وفي لسان الشاعر وهو زهير :

لسان الفتى نصف ونصف فؤاده *** فلم يبق إلا صورة اللحم والدم .

وعن علي كرم الله وجهه : ما الإنسان لولا اللسان إلا صورة مصورة أو بهيمة مهملة . وقالت العقلاء : المرء بأصغريه . المرء مخبوء تحت لسانه . وفي مناظرة آدم والملائكة لم تظهر الفضيلة إلا بالنطق . ومن التعريفات المشهورة : إن الإنسان هو الحيوان الناطق ، وهذا النطق وإن كان في التحقيق هو إدراك المعاني الكلية لكن النطق اللساني لا ريب أنه أظهر خواص الآدمي وقد نيط به أمر تمدنه والتعبير عما في ضميره ، فقول موسى { رب اشرح لي صدري } إشارة إلى طلب النور الواقع في القلب .

/خ26

/خ36