تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَٱحۡلُلۡ عُقۡدَةٗ مِّن لِّسَانِي} (27)

الآيتان 27 و28 : وقوله تعالى : { واحلل عقدة من لساني } { يفقهوا قولي } يحتمل ما ذكر أنه إذا اشتد به الغضب يَكِلُّ{[12225]} لسانه ، ويثقل حتى يمنعه عن النطق به ، فيظن /330-ب/ ذلك اللعين أنه صار كذلك ، أو أن يكون سأل ذلك لآفة كانت بلسانه ، كانت تمنعه عن التكلم به . فسأله أن يحل تلك الآفة الُّربَّوِيَّةَ{[12226]} التي كانت به .

وأما قول أهل التأويل : إنه أخذ بلحية فرعون ، فلطمه ، فأراد أن يعاقبه ، فقالت له امرأته : إنه فعل ذلك لأنه لا يعقل . فأتى بطشت من حلي ، فهم أن يتناول من الحلي ، فأهوى جبريل بيده إلى الجمر فأخذه ، وجعله في فيه . فتلك الرُّبَّوِيَّةُ{[12227]} التي سأله أن يحلها لذلك . لكن ذلك لا يعلم إلا بالوحي عن الله أنه كذلك ، والله أعلم .


[12225]:في الأصل وم: يحمل.
[12226]:في الأصل وم: الربوبية والربوية مصدر صناعي ل: الربى وهي العقدة المحكمة.
[12227]:في الأصل: الربوبية انظر الحاشية السابقة.