الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ} (14)

وقوله تعالى : { وَأَقِمِ الصلاة لِذِكْرِي } [ طه : 14 ] .

يحتمل أن يريدَ : لِتَذْكُرَنِي فيها ، أوْ يريد : لأَذْكركَ في عِلِّيَينَ بها ، فالمصدرُ محتمل الإضافة إلى الفَاعِل ، أَوِ المفعول ، وقالت فِرْقةٌ : معنى قولهِ { لِذِكْرِي } أيْ : عند ذِكْرى ، أَيْ : إذا ذكرتني ، وأمري لك بها .

( ت ) : وفي الحديث عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( مَنْ نَسِيَ صَلاَةً ، فَلُيصَلِّهَا إذَا ذَكَرَهَا فَإنَّ ذَلِكَ وَقْتَهَا ) قَالَ اللّهُ تَعَالَى : { وأقِمِ الصلاة لِذِكْرَي } انتهى .

فقد بيَّن له صلى الله عليه وسلم ما تحتمله الآيةُ ، واللّهُ الموفِّقُ بفضله وهكذا استدل ابنُ العربي هنا بالحديثِ ، ولفظه : وقد رَوَى مَالَكٌ وغيرُه : أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ نَامَ عَنْ صَلاَةٍ أوْ نسِيَهَا ، فَلْيُصَلِّها إذَا ذَكَرَهَا فَإنَّ اللّهَ تعالى يَقُولُ : أَقِمِ الصلاة لِذِكْرَي ) انتهى .

من «الأحكام » . وقرأت فرقةٌ : «للذكري » ، وقرأتْ فرقةٌ : «لِلذِّكْرِ » ، وقرأتْ فرقةٌ : «لِذِكْري » بغيرِ تعرِيف .