الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيۡهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَـَٔارِبُ أُخۡرَىٰ} (18)

قال ابنُ العَرَبِيُّ في «أحكامه » : وأجابَ مُوسَى عليه السلام بقوله : { هِيَ عَصَايَ } [ طه : 18 ] .

بأَكْثَرَ مما وقَعَ السؤالُ عنه وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم : ( هو الطَّهُورُ مَاؤهُ ، الحِلُّ مَيْتَتُهُ ) لمن سَأَلهُ عن طَهُوريَّةِ ماء البَحْر . انتهى .

( ت ) : والمُسْتَحْسَنُ من الجواب : أَنْ يكون مُطَابِقاً للسؤال ، أو أَعَمَّ منه كما في الآية ، والحديث ، أَمَّا كونُه أَخَصَّ منه ، فَلاَ . انتهى .

{ وأَهُشَّ } : معناه : أخْبِطُ بِها الشَّجَر حتى ينتشر الوَرَقُ لِلْغَنم ، وعَصَا مُوسَى عليه السلام هي الَّتي كان أَخَذَها من بَيْتِ عِصِيِّ الأَنْبِيَاءِ عليهم السلام الَّذِي كان عند شُعَيْب عليه السلام حين اتَّفَقَا عَلَى الرَّعْيِ ، وكانت عَصَا آدم عليه السلام ، هبط بها من الجَنَّةِ ، وكانت من العير الَّذِي في وَرَقه الرَّيْحَانِ ، وهو الجِسْم المُسْتَطيل في وسطها