وقولهم له : { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدنيا } [ القصص : 77 ] .
قال ابن عباس والجمهور : معناه : لا تُضَيِّعْ عُمْرَكَ في أَن لا تعمل عملاً صالحاً في دنياك إذ الآخرةُ يُعْمَلُ لَهَا في الدنيا ، فنصيبُ الإنسانِ عمرُه وعملَه الصالحُ فيها فينبغي أن لا يُهْمِلَه وحكى الثعلبيّ أنه قيل : أرادوا بنصيبه الكفَنَ .
قال : ( ع ) : وهذا كلُّه وعْظٌ متَّصِلٌ ونحو هذا قولُ الشاعر : [ الطويل ]
نَصِيبُكَ مِمَّا تَجْمَعُ الدَّهْرَ كُلَّه *** رِدَآنِ تلوي فِيهِمَا وَحَنُوطِ
وقال ابن العربي في «أحكامه » : وفي معنى النصيبِ ثلاثة أقوال : الأولُ : لا تَنْس حظَّكَ من الدنيا ، أي : لا تَغْفَلْ أنْ تَعْمَلَ في الدنيا للآخرة . الثاني : أمْسِك مَا يَبْلُغَكَ . فذلك حظُّ الدنيا . وأنْفِقِ الفَضْلَ ، فذلكَ حظُّ الآخرة . الثالث : لاَ تَغْفَلْ عَنْ شُكْرِ مَا أَنْعَمَ اللّهُ بِهِ عَلَيْكَ انتهى .
وقولهُم : { وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ الله إِلَيْكَ } أمرٌ بِصِلةِ المساكينِ وذَوِي الحاجَاتِ .
( ص ) : { كَمَا أَحْسَنَ } : الكاف للتشبيهِ أو للتعليل ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.